ملخص المقال
فلسطين اقترب التحرير مقال بقلم ثامر سباعنه، يتناول مظاهر اقتراب تحرير فلسطين بعد مرور 36 سنة على نكبة فلسطين، فما مظاهر ذلك؟ وما الطريق إلى فلسطين؟
مع مضي أكثر من ثلاثة وستين عامًا على ضياع فلسطين واحتلالها من قبل الصهاينة بعد حرب 1948م، وحرب 1967م والتي من المبالغ أن نقول عنها حرب قتالية!! أقيم الكيان الإسرائيلي على أرص فلسطين، ولقد عمل هذا الكيان ولعقود على مقولة الكبار سيموتون والصغار سينسون.. واعتمد على أن الحق في فلسطين سيضيع مع مضي السنين، واعتمد في احتلاله وبقائه على مجموعة من الأنظمة العربية التي عملت على حماية هذا الكيان الغاصب كل تلك السنين.
الآن وبعد مضي كل تلك السنوات وموت الأجداد، لكن لم يمت الكبار حتى أورثوا الصغار حب الانتماء للوطن وحب فلسطين، وزرعوا في قلوبهم أن لا بد من يوم للعودة إلى ديارنا وأرضنا، سلّم كلٌّ منهم مفتاح بيته في فلسطين إلى ابنه وأحفاده، ورسم له في قلبه صورة البيت وعنوانه؛ حتى لا ينسى.
ها هو الشعب الفلسطيني بعد ثلاثة وستين عامًا يرفع صوته عاليًا: إننا لن نساوم ولن نفرط في ذرة من تراب فلسطين، وسنبقى لها مخلصين أوفياء، وأجيالنا لن تنسى أن لها أرضًا اسمها فلسطين.. ومهما تغيرت الأسماء ستبقى فلسطين هي فلسطين، ولن يصبح اسمها يومًا إسرائيل، وستبقى تل الربيع هي تل الربيع لا تل أبيب، وستبقى حيفا وعكا واللد وجنين ونابلس، وستعود لنا القدس.. كل القدس.
ها هو الشعب الفلسطيني بعد ثلاثة وستين عامًا يقترب فعلاً من التحرير والعودة، فقد تغيرت الحالة العربية، وأزيلت أصنام الحكم التي حمت الكيان سابقًا، وسهرت على راحته، لقد اقترب موعد العودة لفلسطين، واقترب موعد التحرير.. هذا ليس شعارًا أو كلامًا عاطفيًّا، إنما هو نظرة إلى الواقع الجديد وإلى تحرك الشعوب العربية نصرةً لفلسطين وقضيتها..
فبعد عشرات السنين التي مضت والتي كان فيها الشعب الفلسطيني يحيي ذكرى نكبته وحده، تأتي ذكرى نكبة فلسطين هذا العام بنكهة مختلفة في ظل الثورات العربية التي تعبر عن رفض الواقع الذي تعيشه الشعوب العربية، والرغبة بالتغيير نحو الأفضل، ونجد التفاعل القوي الفاعل على الساحة الشعبية، بل إنك تجد دعوات للزحف إلى فلسطين وتحريرها شعبيًّا دون الحاجة إلى جيوش. كما أنك تتابع الإعلام العربي وتفاعله مع ذكرى احتلال فلسطين، وكذلك حديث قاده الشعوب والتنظيمات العربية عن فلسطين وحق الأمة فيها.. كل هذا لم تكن تجده سابقًا في أمتنا.
لقد انتفض المارد وكسر حاجز الخوف، تمرد على كل قوانين الظلم والاستعباد، وأعلن أن الأمة ما زالت بخير، ضحكت وفرحت القلوب قبل الوجوه، عادت للأمة جزء من كرامتها المستباحة.
انتصرت إرادة الشعب في مصر ومن قبلها في تونس، تاريخ جديد يكتب على صفحات من العز والرفعة، كف الشعب العاري الجائع لكنه يحمل الإيمان انتصرت على مخرز الظلم والفساد.
ثمانية عشر يومًا هي قليلة في تاريخ الأمم والحضارات، لكنها في مصر غيَّرت وجه الأرض، وقلبت المعادلة، بل أقامت حضارة جديدة كانت منسوجة في أحلام كل عربي، لكنها الآن أصبحت حقيقة على أرض الواقع.. الطريق إلى فلسطين أصبحت سالكة بسهولة، فبعد سقوط أنظمة الخوف والظلم أصبحت الطريق إلى فلسطين في الاتجاهين سالكة بسهولة، فلن تعود هناك حواجز وعقبات وحدود تحول دون الوصول إليها.
هذا ليس بحلمٍ بعيد.. إن شاء الله اقترب موعد التحرير يا فلسطين.
روابط ذات صلة:
- فلسطين والعودة إلى الإسلام بقلم د. راغب السرجاني
- فلسطين ما زالت حية بقلم د. راغب السرجاني
- الشعوب المسلمة وفلسطين بقلم د. راغب السرجاني
- فلسطين حتى لا تكون أندلسا أخرى - فيديو
التعليقات
إرسال تعليقك